معقدة ولكن سعيدة، هكذا يمكن وصف العملية القضائية التي خاضها الكوبي يونير غارسيا دوراتي، بعد تسلله إلى طائرة متجهة بين هافانا والمكسيك. وفي يوم الثلاثاء الماضي، حصلت الشابة البالغة من العمر 26 عامًا على اللجوء السياسي، وهو المطلب الذي تحول إلى صرخة على وسائل التواصل الاجتماعي.
في الواقع، منح قاضي الهجرة اليوم، 24 سبتمبر/أيلول، اللجوء السياسي للشاب المولود في هافانا، والذي وصل إلى ميامي بطريقة غير شرعية في 15 أغسطس/آب.
وأعلن المحامي ويلفريدو ألين بعد ظهر الثلاثاء: "تم منح اللجوء، والحكومة تستأنف". وفي خطابه المقتضب لوسائل الإعلام، حذر مع ذلك من أن الشاب من المرجح أن يظل في السجن بسبب الاستئناف الذي قدمته إدارة ترامب.
وأوضح ويلي ألين لبوابة الأخبار أن "القاضي قرر أنه من العدل منح يونيير الحماية، وأنه لا يجب إعادته إلى كوبا حيث ستنفذ فيه الديكتاتورية الكوبية عقوبة مثالية". سيبير كوبا بعد لحظات من إعلان حكم المحكمة.
ومع ذلك، أوضحت المحكمة أيضًا أن "النيابة العامة قدمت طلبها بإبقاء الشاب رهن الاحتجاز ريثما يُنظر في استئناف هذه القضية. وأمام النيابة العامة 30 يومًا لتقديم استئنافها"، حسبما ذكر الخبير القانوني.
رغم أن العديد من وسائل الإعلام سعت لفهم تنبؤات ألين بشأن هذه القضية الصعبة، إلا أن المحامي ردّ بحذر: "كما لم أرغب في التنبؤ بنتيجة المحاكمة بعد المحاكمة، لا أريد التنبؤ الآن. لكن يمكنني أن أقول لكم إنه من الأفضل بالتأكيد الذهاب إلى محاكمة استئناف بعد الفوز في الدرجة الأولى بدلاً من الخسارة"، كما أوضح.
خلال جلسة الاستماع الشفوية يوم الأربعاء 11 سبتمبر، طلبت النيابة العامة في ميامي من القاضي عدم منح يونييه حق اللجوء لأنه تصرف بطريقة تخريبية للوصول إلى الولايات المتحدة، وهو عمل عرض ركاب الرحلة للخطر وانتهك أيضًا لوائح الهجرة القانونية.
وفي الواقع، أشارت النيابة العامة إلى أن الحكومة الكوبية لديها كل الحق في محاكمته كمجرم عادي بسبب الطبيعة الإجرامية لأفعاله.
وبعد مرور ما يزيد قليلاً على ثلاث ساعات من المحاكمة، ورغم أن محامي الدفاع قدموا ملفاً شاملاً للقضية يتجاوز عدد صفحاته مائتي صفحة، فقد واجهوا معارضة شديدة من جانب سلطات الهجرة الأميركية.
والحقيقة أنه بعد الإعلان عن القرار يوم الثلاثاء 24 سبتمبر/أيلول، من المحتمل جداً أن يحصل يونييه غارسيا دوراتي، المقيم في سانتياغو دي لاس فيغاس وأب لطفلة تبلغ من العمر ست سنوات، على اللجوء السياسي.
ورغم أن الادعاء قدم استئنافا فوريا، أوضح محامي غارسيا دوراتي: "لقد تمكنا من جعل القاضي يفهم العواقب الرهيبة التي قد يعاني منها هذا الشاب إذا سلمه نظام العدالة الأمريكي إلى كوبا".
ولكن ما لا يجرؤ أحد على إنكاره هو التأثير الذي أحدثته الصرخة العامة، وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي وبعض مواقع جمع الالتماسات، على القرار الذي أُعلن عنه يوم الثلاثاء. وحظي الشاب المتسلل بدعم كبير بين الجالية الكوبية الأمريكية في فلوريدا، حيث أشاد الكثيرون بأفعاله باعتبارها إنجازا حقيقيا، كما تم الاعتراف به كبطل لأفعاله المتهورة، في وقت أوقفت فيه الولايات المتحدة، بقيادة دونالد ترامب، الهجرة القانونية وغير القانونية إلى الدولة الشمالية.
