ناقش مسؤولو الحكومة الكوبية، خلال الجلسة العامة للحزب، خطةً هذا الأسبوع لتخفيف أزمة نقص الكهرباء في كوبا وانقطاعات الكهرباء التي تصل إلى 38 ساعة في بعض أجزاء الجزيرة. فهل ستنجح هذه الخطة؟ حتى الآن، قُدّمت وعودٌ كثيرة، لكن دون تحقيق. تشهد منظومة الكهرباء الوطنية في كوبا أزمة هيكلية تؤثر بشكل مباشر ويومي على نوعية حياة السكان وأداء الاقتصاد.
إن انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة - قد تصل إلى 38 ساعة - هو نتيجة لنظام قديم، ونقص الصيانة المستمرة، وانخفاض توافر الوقود، والعجز المالي الواضح للدولة عن دعم عملياتها المنتظمة.
وعلى الرغم من تصميم الحكومة لبرنامج حكومي لتثبيت التعليم الخاص، والذي تمت الموافقة عليه في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، فإن النتائج حتى الآن لا تزال محدودة وغير متساوية.
وبحسب التقارير التي قدمت هذا الأسبوع في الدورة الكاملة العاشرة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي، فإن الاستراتيجيات الحالية تدور حول عدة محاور: إعادة تأهيل توليد الطاقة الحرارية باستخدام النفط الخام المحلي، وزيادة كفاءة الطاقة، والحد من توليد الطاقة المتنقلة والديزل، وزيادة حصة المصادر المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والكتلة الحيوية والغاز الحيوي.
ورغم أن هذه الأهداف سليمة من الناحية الفنية، فإنها تواجه قيوداً مادية ومالية خطيرة، تفاقمت بسبب الحظر الأميركي.
إن الاعتراف بأن "الوقود ومواد التشحيم اللازمة لم تكن متاحة بسبب نقص التمويل" يوضح هشاشة النظام وافتقار الجزيرة إلى استقلالية الطاقة.
وعلى الرغم من الجهود المبذولة لإدخال الطاقة المتجددة ــ وخاصة من خلال المزارع الشمسية ــ فإن التأثير كان غير متساو: فهي تساعد خلال النهار، ولكنها لا تخفف من انقطاع التيار الكهربائي في أوقات الذروة ليلاً.
علاوة على ذلك، تجدر الإشارة إلى أن العديد من الجهات ذات الموارد الجيدة لم تستثمر في تكنولوجيا الطاقة الكهروضوئية، مما يدل على غياب التماسك المؤسسي والمساءلة. كما أن عدم وصول الجمهور إلى هذه التقنيات يثير تساؤلات حول عدالة سياسات الطاقة.
وهناك جانب حاسم آخر يتمثل في حالة شبكات التوزيع والنقل، التي تعاني من تدهور شديد، مما يحد من قدرة النقل بين المناطق.
وهذا لا يقلل من كفاءة النظام الإجمالية فحسب، بل ويزيد أيضًا من خطر الانهيار الإقليمي في حالة حدوث أي فشل كبير.
ويتناقض ارتفاع الطلب على الكهرباء، الناجم عن استخدام الأجهزة المنزلية والنقل الكهربائي، مع انخفاض القدرة على توليد الطاقة وانخفاض إنتاج النفط الخام والواردات.
وفي هذا السيناريو، فإن الدعوة إلى الادخار في قطاعات معينة ــ في حين يستمر الاستهلاك المفرط في قطاعات أخرى ــ تعكس إدارة غير متساوية للمشكلة، حيث لا يتحمل جميع الأطراف نفس العبء من الأزمة.
الحكومة أصررن "الإرادة السياسية" و"الالتزام الثوري" كعناصر أساسية لحل الوضع.
مع ذلك، لا يمكن حل المشكلات الهيكلية التي تواجهها الشبكة الوطنية للطاقة من خلال الخطابة والسيطرة السياسية وحدهما. بل يتطلب الأمر استراتيجيةً فعالةً تقنيًا وماليًا وشاملةً اجتماعيًا، استراتيجيةً تُبرز جهودًا حقيقيةً نحو لامركزية الطاقة، والاستثمار في البنية التحتية، وتشجيع الاستهلاك الذاتي، والشفافية في الإدارة.
